مع بداية الثورة السورية، انضم العديد من الشباب لقوات الجيش الحر العاملة في ريف اللاذقية، وبعد الحملة العسكرية الشرسة التي شنها جيش النظام والميليشيات الموالية له على ريف اللاذقية، اضطر العديد من الشباب إلى ترك المنطقة والاتجاه نحو مدينة أنطاكية التركية والتي تعتبر قريبةً نوعاً ما من الحدود السورية–التركية.

ويعمد العديد على الانتقال نحو إقليم "هاتاي/ أنطاكية" وذلك لقربها من الحدود السورية التركية، وذلك لأن نسبة كبيرة من أهالي اللاذقية وريفها سكنوا هذه المنطقة منذ عام 2011، وكون المدينة تعج بالمؤسسات الخيرية والمحلات السورية، وفرص العمل.

النزوح قسرا

البعض رفض ترك ريف اللاذقية بشكل خاص، وسوريا بشكل عام، إلا أن الظروف القاهرة حالت دون ذلك، مثل "أبو صالح" الذي اضطر إلى النزوح نحو تركيا والسكن عند أحد أقاربه في مدينة "أنطاكية" بعد اقتراب جيش النظام وميليشياته من الحدود السورية – التركية.

يقول "أبو صالح": "قُبيل تمدد جيش النظام في المنطقة كنت مشاركاً في إحدى الفصائل للمشاركة بالثورة، نوبة الحراسة كانت كل ثلاثة أيام لمدة إثنتي عشر ساعة، وباقي الأيام أعمل في أرضي في الزراعة، بعد أن سيطر النظام على قريتي في جبل الأكراد نزحت نحو الشريط الحدودي، ومن ثم إلى أنطاكيا، لا أستطيع أن أُرسل عائلتي لوحدها وأبقى هنا، لا بد من تأمين لقمة العيش".

الإصابة أرغمت العديد على ترك سورية

خلال الاشتباكات الدامية التي كانت تجري بين جيش النظام وميليشياته، والجيش الحر، وتحت وقع القذائف وغارات الطيران، أُصيب العديد من أفراد الجيش الحر بإصابات بعضها خطيرة، ذلك الذي اضطر العديد إلى المغادرة نحو "أنطاكية" القريبة نسبياً من الحدود- للعلاج.

التقت أخبار الآن مع "أحمد" 26 عاما، الذي انتقل إلى أنطاكية منذ نحو شهرين، يقول: "أُصبت في يدي بإحدى الشظايا أثناء إحدى الاشتباكات مما أدى إلى تضرر العصب وعدم قدرتي على تحريكها بشكل جزئي، لم أخرج عامداً متعمداً، إنما اضطرتني الإصابة إلى المغادرة آسفاً، جل ما أتمناه هو عودتي إلى سوريا لأحمل السلاح، فلا أحد سيحافظ على بلده إلا ابن البلد".

الانتقال الدائم .. خيار بعض العائلات

العديد من المحلات والمشاريع التجارية افتتحت خلال الفترة الواقعة بين 2012 و2015، والتي تعد فترة الاستقرار في بعض مناطق ريف اللاذقية، وبعد تقدم جيش النظام، العديد من التجار وأرباب المهن فقدوا مصادر أرزاقهم ورؤوس أعمالهم، مما اضطرهم إلى التفكير جدياً إلى الانتقال بشكل نهائي إلى أنطاكيا.

"أبو علاء" صاحب أحد المشاريع التجارية المتواضعة انتقل منذ الأربعة أشهر نحو مدينة أنطاكية يقول لأخبار الآن: "بعد اقتراب الجيش من قريتي في جبل التركمان، ورأيت أهل القرية ينزحون نحو الشريط الحدودي ناقلين ما استطاعوا نقله من ممتلكاتهم، بعت معظم معداتي وممتلكاتي وانتقلت إلى أنطاكية التركية، وافتتحت دكاناً صغيراً لبيع المواد الغذائية، ذلك أفضل من المخاطرة تحت القذائف وغارات الطيران التي لا تفرق بين المدنيين أو العسكريين".